.jpg)
وعندما التقيت مع المرحوم ابراهيم زكريا رئيس الاتحاد النقابي العالمي في المؤتمر وهو يعرفني لأنني أجتمعت به عدة مرات في براغ ودمشق عقدت المفاجأة لسانه فقال لي ـــ انتم غير مدعويين فكيف تسنى لكم الحظور، فقلت له نحن ـــ مناضلون ولنا طرقنا فشدّ على يدي مرحباً وقال اذن استغلوا وجودك والتقوا باكبر عدد ممكن مع الاتحادات العالمية وللحقيقة كان الرجل متضامناً معنا" كما أن جبار العراقي والمحسوب على حركة العمال النقابية المعارضة والذي كان يعمل في مكتب سكرتارية الاتحاد كان مستغرباً لمشاركتي وابدى امتعاضه لكنني تجاوزته وقلت له ـــ انك لم تساعدنا ولهذا اعتمدنا الى أنفسنا إننا يجب ان نفضح النظام الدكتاتوري واتحاده المزيف على الرغم من انه عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد، وهكذا تسنى لنا ان ننشط بشكل ملموس وفعال على الرغم من وجود وفد النظام العراقي بقيادة فاضل غريب، وعقدنا العديد من اللقاء والاجتماعات مع اتحادات عالمية اوروبية وعربية ومن امريكا اللاتينية واسيا وقد شرحنا في وقتها الاوضاع المأساوية للطبقة العاملة العراقية والحركة النقابية ووزعنا جريدة صوت العمال التي ترجم البعض منها الى الانكليزية وفيها مقالات وتصورات عن الوضع النقابي في العراقي والقوانين الصادرة من قبل النظام العراقي وفي مقدمتها قرار ( 150 ) سنة 1987 وقانون العمل الجديد للعام نفسه والغاء التنظيم النقابي في قطاع الدولة ، فحصلنا على دعم واسع من قبل الكثير من الاتحادات والمنظمات النقابية ووعود بمواصل السعي لفضح النظام وسياسته المعادية للعمال وللحركة النقابية الديمقراطية، وقد دعتنا العديد من الوفود لعقد لقاءات في بلدانها واتذكر منها الوفد الفرنسي واليوناي والقبرصي وغيرهم.
ان انعقاد المؤتمر النقابي العالمي الثاني عشر للاتحاد العالمي للنقابات فس 13 ــ 20 / نوفمبر من عام 1990 في موسكو يعتبر مظاهرة عمالية نقابية عالمية حيث حضرته وفود ( 125 ) اتحاد ومنظمة نقابية عربية ودولية تمثل ( 86 ) دولة وقد تمخض بعد نقاشات استمر اكثر من اسبوع عن العديد من القرارات والتوصيات حول اوضاع الخليج ، واعتبر المؤتمر احتلال الكويت انتهكاً صارخاً غير شرعي وفي عرف الامم المتحدة وميثاق الجامعة العربية،وطالب المؤتمر النقابي العالمي القوات العراقية بالانسحاب فوراً دو اية شروط من الكويت، وقد تم عزل اتحاد النظام العراقي السابق مما ادى الى غضب رئيسه فاضل غريب وطلبه الحديث والرد لكنه جوبه بالرفض مع العلم انه كان عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العالمي للنقابات، واليوم وبعد الهجوم الشرس على الاتحاد خلال عامي 1989 ــ 1990 ومحاولات سعى اليها انتهازيون اوربيون وانتهازيون آخرون من فرنسا وايطاليا واسبانيا وبعض الدول الأخرى لحل او دمج اتحاد النقابات العالمي والاتحاد الدولي للنقابات الحرة والتي باءت بالفشل فقد عاد هذا الاتحاد بقوة اكثر حيث ينتمي اليه الآن ( 82 ) مليون عضو في اكثر من ( 120 ) دولة يمثلون جميع القارات واكثرية القطاعات الاساسية في الانتاج.